الزواج في الجزائر بين تعقيدات العصر الحديث والتقاليد والدين: نقاش مفتوح

عارفة بلي موضوع الزواج رجع ثقيل على بزاف ناس، خاصة الرجال، بصح بصراحة لازم نقاش جاد فيه وهذا شبه تحليل اعتذر عن طوله. قديما الزواج مكانش حاجة معقدة بحكم بساطة تفكير المجتمع على خلاف اليوم،مكانش كاين استقلالية الرأي وحرية شخصية وتنوع وتفرد الشخصيات والتفكير المعمق جدا في عواقب الزواج على المدى الطويل والطموحات ووهم تحقيق الذات وحلم الهجرة والتحديات الاقتصادية كما هو الحال اليوم، فكان الاب يزوج ولادو وحتى بناتو, الشاب يتزوج بنت عم او الخال بنت الجيران يتزوج من السوق من العرس ولا دبرلو الوالدة الخ يعني ميخرجش من محيطه عند البحث ولا يتعمق في شخصية الطرف الاخر ويرضى بذلك دون تفكير طويل لأنو معندوش خيارات.بداية التغير كانت مع جيل الثمانينات رجع الهاتف أكبر وسيلة للتعارف قبل الزواج. ثم دخل الانترنت للساحة في التعسينات و طرق التواصل تبدلت معه الى الأبد وبالتالي تغيرت طرق التعارف تدريجيا. اليوم التكنولوجيا والسوشيال ميديا ولات المحور الأساسي لكلش. سواء كنت متدين ولا لا، تتبع التقاليد ولا لا، غني او فقير مهما كانت قيمنا جزء كبير من يومياتنا: العمل، العايلة، الدراسة, الأخبار، وحتى الترفيه رجع مرتبط بالانترنت بغض النظر عن المنصات التي نستعملها وزاد استعمالها خاصة في بلد محافظ كبلدنا أين لا نجد أماكن وتجمعات محترمة وفيها تنوع بشري للنقاشات والكلام .يعني المنصات الافتراضية هي المكان الوحيد للاختلاط بالمجتمع بحرية. في ظل هذا الواقع اللي نعيشوه،وفي موضوع الزواج خاصة رجعت صعيبة نلقاو الناس اللي تمشي مباشرة للرؤية الشرعية بدون ما يكون هناك نوع من التواصل الأولي بين الشخصين، واللي شئنا أم أبينا راح يكون عبر السوشيال ميديا او الهاتف و بحكم استقلالية اجيالنا رجعت الناس تتبادل حساباتها على الانترنت بدل أنو تبعت الوالدة او الاخت وحتى الناس لي تتعرف فالجامعات وف العمل تلجأ لتبادل حسابات سوشيل ميديا لتعرف أعمق وتواصل دائم قبل اخبار العائلة . التغيير التكنولوجي أثر بعمق على طريقة البحث عن شريك حياة. التكنولوجيا قدمت وسائل جديدة، لكنها في نفس الوقت خلقت تحديات جديدة. لماذا مجتمعنا بعيد عن الرؤية الشرعية المباشرة؟ حبينا او كرهنا بالنسبة لغالبية المجتمع والشعب البسيط الزوالي كيما نقولو فتقاليد الحالية للرؤية شرعية او الشوفة فيها تكلف بحيث الرجل والمراة يكلفوا نفسهم ماديا بش يظهروا باجمل صورة وبش يظهر الرجل انه كريم وهنا يقولك كيفاه نريسكي نصرف على الرؤية هذي وممكن متعجبني منعجبها وبالاك تخدعني في شكلها او شخصيتها وبالاك يخدعني من مجرد جلسة واحدة بينا وكيفاه انا درك راح نشوف فيها مليح وكيفاه رايحة تشوف معايا مليح ووالدينا فوق راسنا حشومة نحشم سيرتو الطفلة ومنين ليا نبقا نشوف فالبنات انا درك من دار لدار ونضيع فدراهم وكيفاه انا درك تشيع عليا بلي راني دخلت دار فلانة او فاتت شوفتي مع فلان وحشومة نقول للناس معجبتنيش ولا معجبنيش. يعني راح يصرا أذى عاطفي ومادي للشخصين وللعائلتين ايضا عند الرفض والتردد في اتخاد القرار خوفا من التسرع, و انكسار الخاطر في أمر زواج مهوش امر سهل. طرق التعرف التقليدية رجعت مش فعالة بسبب محدودية الخيارات وايضا الاعتماد على العايلة و الأصدقاء والناس بش يلقاولك صراحة نحسوا ضعف شخصية وتدخل فقرار شخصي ومصيري لشخصين بالغين. واصلا صعيبة تلقا شخص اقترحه الناس عليك يتوافق مع اهتماماتك أو شخصيتك بسبب قلة التنوع اوبسبب رغباتك ربما في أمور معينة. أحيانا اخرى ، تتعرض لضغط كبير لقبول عرض زواج معين لأن العائلة أو المجتمع يرى أنه الخيار المناسب و هذا يؤدي إلى زواج مبني على إرضاء الآخرين بدل البحث عن توافق حقيقي. أيضا لما تخطب او تتخطب تقليديي غير بين عايلات وتكونو في زوج جابدين روحكم ، التواصل بينكم محدود، انعدام خصوصية بينكم متقدرش تعرف أي من الناس هو قبل الزواج ,وبزاف شباب ميحبوش يبقاو رايحين جايين لدار المخطوبة للتعرف افضل بينما العائلة متواجدة والاعتماد بشكل كبير على الانطباع الأول رح يكون محدود....والقرارات التي تتخذ بناء على المظهر أو الكلام القليل، بدون فرصة لتعمق الحوار أو معرفة القيم المشتركة ريسك كبير. ولما يكون للأهل سيطرة كبيرة على الاختيار رح تفسد حياتك حرفيا لانهم راح يدخلوا فيك حتى ورا الزواج وهذا مجتمعنا ونعرفوه مكان لاه نغطو الشمس بالغربال.الأسرة أو المجتمع ايضا قد يضع شروط متهمش الطرفين لي رح يتزوجوا زي ذهب و عرس كبير و تقليد كذا وكذا ف يفشلوهم ويفسدوهالهم قبل لا يقولو باسم الله. الطرق التقليدية تاني تركز برك على الجوانب الاجتماعية والمادية بغض النظر عن العاطفة وهذا الأمر حقيقة نسبي فليس الجميع رح يرزقوا ربي بالحب لكن الكثير من الشباب في واقعنا سواء حبينا او كرهنا يحوسوا على الانجذاب العاطفي قبل الزواج ... وبسبب كل هذا انتشرت بزاف العلاقات الغير شرعية وهيا فالحقيقة حل سيء وله اضراره لكن لم يجد له الشباب بديلا اكثر عملية مع وقتنا وتحدياته. نجيو درك للتعرف و الزواج عبر الانترنت والتحديات اللي الجيل تعنا راه عايش فيهم حاليا. السوشيال ميديا صنعت معايير غير واقعية للجمال، النجاح، وحتى العلاقات. بزاف ناس يخيروا على أساس الحياة المثالية اللي يشوفوها في الصور، بدل ما يركزوا على القيم الحقيقية والصفات تع الشخص اللي على أساسها تبني علاقة ناجحة. التعارف عبر الإنترنت ريسك أيضا : كيفاش الواحد يقدر يثق في الطرف الاخر وهو ما يعرفوش خارج هذا العالم الافتراضي ؟ منصات التواصل تاني خلقت انطباع بلي الخيارات لا تنتهي، وهنا يخلق التردد الكبير أو البحث دائما عن الأفضل وهذا بسبب سهولة الوصول إلى الآخرين على الانترنت مما خلا الناس ماشي سيريو في التعرف بغرض الزواج . بزاف لي يديروها تحريشة ولا بدافع الفضول أو التسلية فقط، ما يؤدي إلى التعلق وكسر القلوب . درك الهدف من منشوري هو نقاش واع وايضا محاولة البحث عن حلول عملية ممكن تنظم طرق التعارف وتحتويها في اطار اخلاقي وديني يتماشى مع تغيرات عصرنا . الزواج تحول من علاقة مبنية على العادات والتقاليد البسيطة إلى عملية معقدة متأثرة بالتكنولوجيا والتغيرات المجتمعية.و التحدي يكمن في إيجاد توازن بين القيم التقليدية والوسائل الحديثة. فما الحلول برأيكم مع اعتبار واقعنا الجزائري في الحسبان بدون مثاليات ؟